مقال جميل للكاتب الكبير بدر الدين الادريسي
حبيت اشاركم فيه:
من فوض للمسيو روجي لومير صلاحية أن يدير شأن الفريق الوطني بالطريقة التي يرتضيها لنفسه، لفكره ولنزواته أيضا؟
لا أقصد أن تكون له إختيارات لا ترضينا كرأي عام، فتلك الإختيارات أكانت مؤسسة على منطق علمي أم على مجرد أهواء هي من مسؤوليته، يحاكم على ضوئها، يقال بسببها أو تستمر الثقة في شخصه، ترفعه لسماء المجد أم تسقطه أرضا··
ولكن ما أقصده أن الفريق الوطني هو بمنتهى الأمانة وقطعا لدابر أي جدل، ملك لكل المغاربة، ملك لنا جميعا، قد نضعه أمانة بين يدي هذا المدرب أو ذاك ولكن، أبدا ما نسمح بأن يأتي أي مدرب فيوصد الأبواب، يغلق النوافذ، يطفئ الأضواء، ويقطع كل صلة بيننا وبين فريقنا الوطني·
الصحافة التي هي لسان الشعب، مرآة الأمة وصانعة الرأي العام تملك بموجب كل التشريعات الحق في الحصول على المعلومة، الحق في أن تخبر عن فريقها الوطني، في أن تقيم بينه وبين جماهيره جسورا، وليس للمسيو روجي لومير، مهما كان عليه من برود في علاقته مع رجال الصحافة، مهما كان عليه من عزوف، فإن رمزية الفريق الوطني لا تسمح له بأي حال من الأحوال أن يضعه في منفى، في عزلة، في صحراء منقطعة عن عالم موصوف بأنه عالم متواصل··
والذين لا يفوتهم ما نسجله للتاريخ، إعمالاللموضوعية، وتحملا للمسؤولية من مواقف، يذكرون أننا لحظة إرتباط المكتب الجامعي السابق مع روجي لومير نبهنا إلى كل التحفظات الموضوعية التي ساقها عن الرجل الإعلام التونسي وقد عمل لخمس سنوات كاملة مدربا لنسور قرطاج وحتى لإعلام بلده وقد تحمل بعد رحيل إيمي جاكي مسؤولية تدريب منتخب فرنسا·
قلنا أننا لا ولن نهتم بما يفكر فيه لومير لشخصه وبما يختاره من سلوكات لذاته، ولكن ما من شيء يأخذ منا ومن كل المغاربة الحق في أن نعرف كل الذي يحدث داخل فريقنا الوطني، كل الذي يخطط له المسيو لومير، إلى أين يسير بنا؟
أوهمنا المسيو لومير ذات وقت بأنه تغير، وبأنه فتح زاوية في عقله كانت موصدة، وبأنه وضع الفريق الوطني كتابا مفتوحا بين أيدينا جميعا، فلا أحد يقبل أن نؤدي للمسيو لومير ملايين الدراهم بالعملة الصعبة، وهي من مال الشعب ليقطع كل صلة بيننا وبين فريقنا الوطني·
كان الأمر أشبه برقصة العروس، فقد عادت حليمة سريعا إلى عادتها القديمة، عاد لومير إلى طبعه، ونحن نعرف أن الطبع يغلب التطبع، فقد زاد هذه المرة من جرعة الجفاء ومن منسوب البرودة، وأصبح الفريق الوطني كما يؤسس له لومير، كما يفكر له لومير، كما يخطط له لومير، غريبا عنا نحن المغاربة··
إعمالا للمهنية سعينا أكثر من مرة لاستجواب المسيو لومير، وكنا نعرف أن الضرورات وقد أصبحت كثيرة تبيح محظورات الكلام، وأبدا لم نتوصل إلى وضع السيد لومير أمام مسؤوليات تنص عليها طبيعة المهمة وأيضا مواثيق التدريب وحتميات المهنة·· ففي كل مرة كان يقول لنا·· >أريد أن أتكلم بصيغة الجمع، فلا أرى جدوى من الحديث خارج ندوات صحفية يحضرها الجميع··<·
حتى هذه الندوات قفز عليها السيد لومير، فمنذ أن تسبب لنا في خسارة موجعة أمام الغابون، وضرب في الصميم صرح حلمنا المونديالي، أغلق فمه وهاتفه، وحرض حاسته السادسة على أن تترصد كل محاولة لجره إلى الكلام، فالرجل إما أن ليس عنده ما يقوله، لأنه مشثت الفكر، شارد العقل، وإما أنه مصر على أن يذل الصحافة والصحفيين بالتمادي في سلبهم حقا من حقوقهم، حق الوصول إلى الخبر·
وقد نجح الزميل ميمون محروج مندوبنا الدائم بفرنسا إعمالا لقيم الضيافة، أن يستدعي المسيو روجي لومير إلى بيته ليضيفه، ويقدم له ما تهيأ له هناك بباريس من أطباق مغربية، وتحمس لومير للأمر، وفكر الزميل ميمون في أن تكون دعوة لومير على العشاء تجسيدا لكرم المغاربة·· مقدمة لأن يفتتح معه خط التواصل ليس إلا··
وكانت المفاجأة الصاعقة، فقد إستشاط السيد لومير غضبا عندما عرف أن ميمون محروج صحفي، وطلب أن تغلق الأبواب وتلغى الدعوة وتوعد كل من يفتح الباب لميمون بأشد العقاب··
أستطيع أن أفهم ما أصبح عليه السيد لومير من برود مع رجال الصحافة وهو الذي يتشدق بالإحترافية، ولكنني لا أستطيع بالمطلق أن أقبل أنتترك الحبل على الغارب، أن يعامل الإعلام وهو لسان حال الرأي العام بمثل هذا الجفاء، أن يحول السيد لومير مهما فوض له من سلط بين هذا الإعلام وبين الفريق الوطني·
أعرف أكاديمية وبراغماتية السيد رئيس الجامعة، فهو من صلب إهتماماته وتكوينه ومن عمق مسؤولياته، يعرف ماذا تمثل الصحافة لأي مرفق يكون له طابع الشعبية، ولا أتصوره يقبل بكل هذا الذي يحدث، كما أتوسم فيه أن يبادر بعد مباراة الكاميرون إلى توضيح الأمور ووضع السيد لومير أمام مسؤولياته··
أما نحن فسنواصل بوحي من مهنيتنا ووطنيتنا وحرصا على مصداقيتنا الحفر بالأصابع لتحطيم كل هذه الجدارات التي يقيمها لومير بيننا وبين فريقنا الوطني··
أبدا لن نيأس·· أبدا لن ننهزم··
-----------------
أفهم ما كان عليه كثير من الزملاء من إنزعاج بعد أن قرر رئيس الجامعة تعليق مشاركة المنتخب الأولمبي في الدورة المتوسطية التي ستقام هذا الصيف ببيسكارا الإيطالية، وإن كنت لا أجد في ذلك ما يقول بأن هناك تخبطا وارتجالا وتقديحا لعمل أنجز··
وأسأل·· ماذا فعلت الإدارة التقنية حتى الآن لتشكيل منتخب أولمبي؟
إذا كان المنتخب الذي لعب دورة الساحل بالنيجر دليلا على أن هناك ميلادا للنواة الأولمبية، فأنا أقول أن ما كان بالنيجر، ما كان عليه ذاك الفريق المشكل تحت الضغط، يأمر بضرورة طي الصفحة، واعتبار ذاك الحمل كاذبا··
قطعا من تتخبط وترتجل وتعاني هي الإدارة التقنية الوطنية، التي ما استطاعت منذ أن جاء إليها جون ببير مورلان أن تضع الهيكل وتحدد آليات الإشتغال، وتختار بدقة فريق العمل، وتمضي إلى كل الأوراش التي هي من صميم مسؤولياتها··
ربما لم تفعل الإدارة التقنية ما كان عليها أن تفعله لسنة كاملة، لقصور في الإمكانات المادية والتي حالت دون التعاقد مع أطر وطنية وازنة للإضطلاع بما يقع عليها من مسؤوليات، ولكن ما هو أكيد ومؤكد، أن المكتب الجامعي الجديد مطالب بإعمال التفكير في بنية الإدارة التقنية الوطنية، ومطالب فوق ذلك بأن يسرع في وضع هيكل هذه الإدارة التقنية ليكون بعد ذلك ميلاد منتخب أولمبي، ميلادا طبيعيا حتى لو تمت التضحية بألعاب متوسطية لن نجني منها شيئا إن نحن ذهبنا إليها بالصورة التي عليها منتخبنا الأولمبي·
حبيت اشاركم فيه:
من فوض للمسيو روجي لومير صلاحية أن يدير شأن الفريق الوطني بالطريقة التي يرتضيها لنفسه، لفكره ولنزواته أيضا؟
لا أقصد أن تكون له إختيارات لا ترضينا كرأي عام، فتلك الإختيارات أكانت مؤسسة على منطق علمي أم على مجرد أهواء هي من مسؤوليته، يحاكم على ضوئها، يقال بسببها أو تستمر الثقة في شخصه، ترفعه لسماء المجد أم تسقطه أرضا··
ولكن ما أقصده أن الفريق الوطني هو بمنتهى الأمانة وقطعا لدابر أي جدل، ملك لكل المغاربة، ملك لنا جميعا، قد نضعه أمانة بين يدي هذا المدرب أو ذاك ولكن، أبدا ما نسمح بأن يأتي أي مدرب فيوصد الأبواب، يغلق النوافذ، يطفئ الأضواء، ويقطع كل صلة بيننا وبين فريقنا الوطني·
الصحافة التي هي لسان الشعب، مرآة الأمة وصانعة الرأي العام تملك بموجب كل التشريعات الحق في الحصول على المعلومة، الحق في أن تخبر عن فريقها الوطني، في أن تقيم بينه وبين جماهيره جسورا، وليس للمسيو روجي لومير، مهما كان عليه من برود في علاقته مع رجال الصحافة، مهما كان عليه من عزوف، فإن رمزية الفريق الوطني لا تسمح له بأي حال من الأحوال أن يضعه في منفى، في عزلة، في صحراء منقطعة عن عالم موصوف بأنه عالم متواصل··
والذين لا يفوتهم ما نسجله للتاريخ، إعمالاللموضوعية، وتحملا للمسؤولية من مواقف، يذكرون أننا لحظة إرتباط المكتب الجامعي السابق مع روجي لومير نبهنا إلى كل التحفظات الموضوعية التي ساقها عن الرجل الإعلام التونسي وقد عمل لخمس سنوات كاملة مدربا لنسور قرطاج وحتى لإعلام بلده وقد تحمل بعد رحيل إيمي جاكي مسؤولية تدريب منتخب فرنسا·
قلنا أننا لا ولن نهتم بما يفكر فيه لومير لشخصه وبما يختاره من سلوكات لذاته، ولكن ما من شيء يأخذ منا ومن كل المغاربة الحق في أن نعرف كل الذي يحدث داخل فريقنا الوطني، كل الذي يخطط له المسيو لومير، إلى أين يسير بنا؟
أوهمنا المسيو لومير ذات وقت بأنه تغير، وبأنه فتح زاوية في عقله كانت موصدة، وبأنه وضع الفريق الوطني كتابا مفتوحا بين أيدينا جميعا، فلا أحد يقبل أن نؤدي للمسيو لومير ملايين الدراهم بالعملة الصعبة، وهي من مال الشعب ليقطع كل صلة بيننا وبين فريقنا الوطني·
كان الأمر أشبه برقصة العروس، فقد عادت حليمة سريعا إلى عادتها القديمة، عاد لومير إلى طبعه، ونحن نعرف أن الطبع يغلب التطبع، فقد زاد هذه المرة من جرعة الجفاء ومن منسوب البرودة، وأصبح الفريق الوطني كما يؤسس له لومير، كما يفكر له لومير، كما يخطط له لومير، غريبا عنا نحن المغاربة··
إعمالا للمهنية سعينا أكثر من مرة لاستجواب المسيو لومير، وكنا نعرف أن الضرورات وقد أصبحت كثيرة تبيح محظورات الكلام، وأبدا لم نتوصل إلى وضع السيد لومير أمام مسؤوليات تنص عليها طبيعة المهمة وأيضا مواثيق التدريب وحتميات المهنة·· ففي كل مرة كان يقول لنا·· >أريد أن أتكلم بصيغة الجمع، فلا أرى جدوى من الحديث خارج ندوات صحفية يحضرها الجميع··<·
حتى هذه الندوات قفز عليها السيد لومير، فمنذ أن تسبب لنا في خسارة موجعة أمام الغابون، وضرب في الصميم صرح حلمنا المونديالي، أغلق فمه وهاتفه، وحرض حاسته السادسة على أن تترصد كل محاولة لجره إلى الكلام، فالرجل إما أن ليس عنده ما يقوله، لأنه مشثت الفكر، شارد العقل، وإما أنه مصر على أن يذل الصحافة والصحفيين بالتمادي في سلبهم حقا من حقوقهم، حق الوصول إلى الخبر·
وقد نجح الزميل ميمون محروج مندوبنا الدائم بفرنسا إعمالا لقيم الضيافة، أن يستدعي المسيو روجي لومير إلى بيته ليضيفه، ويقدم له ما تهيأ له هناك بباريس من أطباق مغربية، وتحمس لومير للأمر، وفكر الزميل ميمون في أن تكون دعوة لومير على العشاء تجسيدا لكرم المغاربة·· مقدمة لأن يفتتح معه خط التواصل ليس إلا··
وكانت المفاجأة الصاعقة، فقد إستشاط السيد لومير غضبا عندما عرف أن ميمون محروج صحفي، وطلب أن تغلق الأبواب وتلغى الدعوة وتوعد كل من يفتح الباب لميمون بأشد العقاب··
أستطيع أن أفهم ما أصبح عليه السيد لومير من برود مع رجال الصحافة وهو الذي يتشدق بالإحترافية، ولكنني لا أستطيع بالمطلق أن أقبل أنتترك الحبل على الغارب، أن يعامل الإعلام وهو لسان حال الرأي العام بمثل هذا الجفاء، أن يحول السيد لومير مهما فوض له من سلط بين هذا الإعلام وبين الفريق الوطني·
أعرف أكاديمية وبراغماتية السيد رئيس الجامعة، فهو من صلب إهتماماته وتكوينه ومن عمق مسؤولياته، يعرف ماذا تمثل الصحافة لأي مرفق يكون له طابع الشعبية، ولا أتصوره يقبل بكل هذا الذي يحدث، كما أتوسم فيه أن يبادر بعد مباراة الكاميرون إلى توضيح الأمور ووضع السيد لومير أمام مسؤولياته··
أما نحن فسنواصل بوحي من مهنيتنا ووطنيتنا وحرصا على مصداقيتنا الحفر بالأصابع لتحطيم كل هذه الجدارات التي يقيمها لومير بيننا وبين فريقنا الوطني··
أبدا لن نيأس·· أبدا لن ننهزم··
-----------------
أفهم ما كان عليه كثير من الزملاء من إنزعاج بعد أن قرر رئيس الجامعة تعليق مشاركة المنتخب الأولمبي في الدورة المتوسطية التي ستقام هذا الصيف ببيسكارا الإيطالية، وإن كنت لا أجد في ذلك ما يقول بأن هناك تخبطا وارتجالا وتقديحا لعمل أنجز··
وأسأل·· ماذا فعلت الإدارة التقنية حتى الآن لتشكيل منتخب أولمبي؟
إذا كان المنتخب الذي لعب دورة الساحل بالنيجر دليلا على أن هناك ميلادا للنواة الأولمبية، فأنا أقول أن ما كان بالنيجر، ما كان عليه ذاك الفريق المشكل تحت الضغط، يأمر بضرورة طي الصفحة، واعتبار ذاك الحمل كاذبا··
قطعا من تتخبط وترتجل وتعاني هي الإدارة التقنية الوطنية، التي ما استطاعت منذ أن جاء إليها جون ببير مورلان أن تضع الهيكل وتحدد آليات الإشتغال، وتختار بدقة فريق العمل، وتمضي إلى كل الأوراش التي هي من صميم مسؤولياتها··
ربما لم تفعل الإدارة التقنية ما كان عليها أن تفعله لسنة كاملة، لقصور في الإمكانات المادية والتي حالت دون التعاقد مع أطر وطنية وازنة للإضطلاع بما يقع عليها من مسؤوليات، ولكن ما هو أكيد ومؤكد، أن المكتب الجامعي الجديد مطالب بإعمال التفكير في بنية الإدارة التقنية الوطنية، ومطالب فوق ذلك بأن يسرع في وضع هيكل هذه الإدارة التقنية ليكون بعد ذلك ميلاد منتخب أولمبي، ميلادا طبيعيا حتى لو تمت التضحية بألعاب متوسطية لن نجني منها شيئا إن نحن ذهبنا إليها بالصورة التي عليها منتخبنا الأولمبي·